الثلاثاء، 27 يوليو 2010

كنت مسيحيا والآن انسان

مقال للاستاذ ايمن رمزى نخلة فى جريدة ايلاف اعجبنى فنقلته لكم:
1)
حين اسير عكس اتجاه سريان تيار الماء، اشعر بأنني سمكة فيها حياة. حين أرى سادة ورعاة القطعان يفكرون تفكير جماعي ويحكمهم توجه فكري واحد حتى لو اختلفت الآيات المقدسة التي يستخدمونها أو استخدموا أدوات مختلفة مِن الكبت أو الارهاب أو قيادة قطعانهم، حين أرى كل هذا اشعر بأنني يجب أن اسير عكس التيار والأفضل أن ادعو البشر بأن يستيقظوا مِن سباتهم العميق حتى لا يغرقوا في بحار الخمور المقدسة المغشوشة.

(2)
قامت الأيام الماضية آلاف مؤلفة قلوبهم مِن المتظاهرين وملايين مِن الصامتين المستغربين المتحفزين مِن الأقباط المسيحيين عبر بقاع مصر شمالها وجنوبها للمطالبة بعودة زوجة رجل دين مسيحي ظناً منهم بأن عصابات منظمة خططت ودبرت لخطفها واجبارها على اشهار إسلامها. والأحداث لا تزال ساخنة جداً ليس لدرجة الغليان لكن للدرجة التي قال فيها صديقي الدكتور رؤوف: إنني اشتم رائحة شياط.

والسؤال الذي يطرح نفسه على الساحة الآن: أليس مِن حق كل مواطن أن يختار عقيدته التي يشعر معها براحة قلبية؟
نعم، هناك أمور فوق العقل في كل دين أو في كل عقيدة، ومَن يؤمن بعقيدة ما لابد يوماً سيواجه أموراً صعبة الفهم طبقا للتفكير العقلي في بيئات أخرى. لكن أن تقبل بقلبك متفردا عن غيرك قبل عقلك أمور خاصة بالعقيدة التي أمنت بها فهذا ما ترضى عنه الطبيعة البشرية أن لكل إنسان خاصيته التي يشعر ويقبل بها ما يتوافق مع خصوصياته.
والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه في هذا الموقف المعاصر: لماذا التفكير الجماعي في ظل قطعنة جماعية؟ لماذا نرفض أن يكون معنا شخص وله فكر عقيدي آخر مختلف عن عقيدة الجماعة التي كان يوماً ينتمي لها؟

(3)
يذكر التاريخ الحديث في النصف الثاني مِن القرن العشرين أن هناك قسيساً مصرياً بروتستانتيا بعد سنوات مِن الدراسات اللاهوتية والعمل كرجل دين فترة مِن الزمن لم يستطيع قلبه أن يستمر في عقيدته البروتستانتينية واعلن اسلامه واصدر مجموعة مِن الكتب التي تشرح عقيدته الجديدة.
وهناك رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحاصل على جائزة نوبل للسلام والمنعقد عليه آمال السلام في منطقتنا يعلن أن والده كان مسلماً وهو الآن بروتستانتي معمداني، أو هكذا اقتنع قلبه بعقيدة والدته.

ومِن الأمثلة الحديثة في النصف الثاني مِن القرن العشرين أيضاً في مصر ولايزالون يعيشون كمواطنين محكوم عليهم بالموت الأدبي مجموعة من العائلات المصرية ذات العقيدة البهائية ومن الخلفية المسيحية الأرثوذكسية والبروتستانتية.

وهذا يدعونا لتأكيد السؤال مرة أخرى: إذا افترضنا أن زوجة رجل الدين الأرثوذكسي هذه قد اختارت بمحض ارادتها أن تعتقد غير ما يعتقد زوجها، فلماذا يثور جماعات ومجموعات مِن التابعين والذين لا يعرفونها شخصياً؟ أو لماذا نصنع قطعنة فكرية وعقائدية لجماعات ومجموعات ونثور لأن أحداً مِن هذه المجموعة قرر أن يسير عكس التيار الفكري للجماعة؟؟

(4)
· ورجوعاً إلى عنوان المقال كنت مسيحياً أو كنت مسلماً أو كنت تابعاً لأي عقيدة أخرى والآن قررت أن اختار عقيدة ما أو ما لا يتماشى مع عقيدة جماعتي.
· وحتى لا تفهمنى خطأ عزيزي القارئ، حين تقرر أن لا تكون رقماً في جماعة مقطعنة، وقتها تستطيع أن تقول: قررت أن أكون إنسان.
· وحين تختار عقيدتك التي تختلف عن جماعتك بغير الوقوع تحت ضغوط عاطفية أو جنسية أو مالية أو أي إرهاب أو ترغيب بأي وسيلة أو ظروف ما، وقتها تستطيع أن تقول: قررت أن أكون إنسان.

مع كل تقديري لإنسانيتك عزيزي القارئ

Aimanramzy1971@yahoo.com

هناك تعليقان (2):

اقصوصه يقول...

رمضان كريم

وكل عام وانتم بخير :)

محمود المصرى يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

الاستاذة دانتيلا

بالنسبة لجمال البنا فهو لا قيمة له فى المسائل الشرعية , يعنى الرجل لا هو عالم ولا مؤهل للفتوى , وكان اعتراضى ان حضرتك وضعتى رأيه مقابل رأى كل علماء الاسلام ووصفتى اراءهم بأنها ضد الاسلام .
بالنسبة لحد الردة :
حديث من بدل دينه فأقتلوه واضح وصريح فمن اين اتيتى بالقيد الخاص بأنه مرتبط بالخروج على الدولة؟ لأن الخروج على الدولة حتى لو لم يقترن بتبديل الدين عقوبته القتل , واحاديث الرسول فى هذا واضحة مثل قوله على الصلاة والسلام :
من جاءكم وأمركم على رجل واحد ، يريد أن يفرق جماعتكم ، فاضربوا عنقه
اذا الخروج على الدولة هذه جريمة منفصلة , وتبديل الدين جريمة اخرى تماما فلماذا قرنتى بهما؟ اين الدليل ؟
ثانيا تواترت الاحاديث عن ان حد الردة طبق على المرتد دون ان يقترن ذلك بالخروج على الدولة فى عهد رسول الله ونذكر منها ما خرجه البخاري في صحيحه بسنده إلى أبي موسى عندما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ثم أتبعه بمعاذ، فلما قدم معاذ على أبي موسى ألقى له وسادة، قال: انزل، فإذا رجل عنده موثق، قال: ما هذا؟ قال: كان يهودياً فأسلم ثم تهود؛ قال: اجلس؛ قال: لا أجلس حتى يُقتل قضاء الله ورسوله، ثلاث مرات؛ فأمر به فقتل .
كما ان الصحابة قد قتلوا المرتد بعد رسول الله ومنها ما نقله ابن حجر فى فتح البارى عن ابن المنذر من ان ابو بكر قد قتل المرتد ولم ينكر الصحابة عليه ذلك.
وكذلك سيدنا على بن ابى طالب روى عنه انه قتل الزنادقة الذين عبدوه دون ان يخرجوا عليه :
خرَّج البخاري في صحيحه عن عكرمة قال: أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنتُ أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تعذبوا بعذاب الله"، ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بدَّل دينه فاقتلوه

فهل فعل معاذ بن جبل وابو موسى الاشعرى على عهد رسول الله ثم فعل ابو بكر فى وجود الصحابة ثم فعل على وموافقة ابن عباس له على قتل المرتد مع خلافه على طريقة القتل كلها ضد الاسلام؟
عذرا يا استاذة دانتيلا لو تعلمى احد اعلم بالاسلام من هؤلاء ويقولون بخلاف ما قالوا وما فعلوا فأخبرينى والا فلا قيمة لرأى يخالف رأيهم .
وبالنسبة لحديث الاعرابى فرجاءا يعنى حضرتك ترجعى للتفسير , لأن البخارى لما اورده لم يورده فى كتاب الحدود انما اورده فى كتاب فضائل المدينة وكتاب الاحكام , وفسره ابن حجر تفسيرا واضحا ان اقالة البيعة انما كانت من الهجرة وليس من الاسلام ووضح قوله هذا بأنه لو كان اقالة بيعة الاسلام لقتل حدا .
اما قوله تعالى ( لا اكراه فى الدين ) فهى فى الكافر الاصلى وهى نزلت فى رجل يهودى اسلم واراد ان يكره ابنه على الاسلام فنزلت الاية , وعلى هذا النحو تفسر , ولا اظن ان حضرتك تجهلى ان اسباب النزول تفيد فى فهم الايات , وبالتالى لا يجوز ان نقول ان الاية عامة بينما هى خاصة بالكافر الاصلى .
اما ما نقلتيه حضرتك عن ابن الهمام فيجب ان نوضح جملة امور :
اولا ان قول العلماء لا يكون حجة قائمة .
ثانيا ان ابن الهمام من المتأخرين
ثالثا ان قول الاحناف اصلا على ان المرتد يقتل بعد ان يستتاب ويرجى مراجعة الفقه على المذاهب الاربعة
خامسا اى عالم مهما كان علمه لا يؤخد كلامه على علته , والا لأخنا قول فقهاء العراق بحصر التحريم فى النبيذ المصنوع من انواع نص عليها الحديث وبالتالى الفودكا والشمبانيا تصبح حلالا زلالا .
رابعا انا لم اجد فى فتح القدير ما تفضلتى بنقله فرجاء تذكرى لى رقم المجلد ويبقى الف شكر يعنى حتى نتحقق من سلامة النقل .

ملحوظة بسيطة زائدة
اغلب الظن ان ما نقل عن ابن الهمام انما جاء فى سياق حكم المرأة المرتدة وليس الرجل المرتد , يعنى الاحناف بخلاف المذاهب الثلاثة الاخرى قالوا بقتل الرجل المرتد دون المرأة , وربطوا ذلك بأن جعلوا المرأة المرتدة كالاصلية انها لا قدرة لها على القتال ,وبالتالى ما نقلتيه عن ابن الهمام من الارجح انه علة للتشريع نفسه وليس شرطا له , وبرضه برجاء ذكر المكان تحديدا حتى يمكن الرجوع اليه لفهم السياق كاملا .